أريد ان أكتب عن ما يحدث في غزة فاخترت لكم من أفضل ما قرأت عن ما حدث و يحدث هذه الايام ...
أترككم مع المقال ....... لتغلي عروقكم غيظا و غضبا .....
او تقرأوه بدموعكم كما كتبه صاحبه بدموعه ...... من شدة ما يعانيه اخواننا هناك
::
المغفل أو الجاهل الذي كان يحلل ما حدث في فلسطين على أنه صراع على السلطة أو على المناصب .. كيف حاله الآن ؟
هل أبدت له الأيام والمواقف ما كان جاهلا .. أم ما زال لم يفهم .. أم أنه كالعجوز - في فيلم مصري قديم - التي لا تسمع إلا ما تريد فقط ؟؟
هل مازال يلعن حماس وفتح سواء بسواء .. ويعتقد أنهما ( سواء بسواء ) قد أساؤوا للقضية الفلسطينية ؟
بالمناسبة : أنا لا أتكلم عن العامة الذين يتخطفون الأخبار من مانشيتات صحيفة رسمية ( رسمية = شتيمة ) ، أو على مصطبة مقهى ( كل مقهي يحظى بشارب شيشة يظن نفسه فريد الزمان وحكيم الأوان ) .. أنا أتكلم عن شخصيات احتلت صحفا وأعمدة وشاشات فضائيات وحصلت على لقب كاتب أو مفكر أو محلل أو خبير .. ( لا تعجب : فنحن في زمن التهريج ) .
دعنا الآن من العملاء الذين يكتبون ما يريد الأسياد ، ويعرضون أنفسهم للبيع من خلال مقالاتهم أو تحليلاتهم ، هؤلاء أحقر وأضأل من أن أناقشهم .. إنما أتحدث الآن عن المغفلين .
هل أبدت لهم الأيام والمواقف ما كانوا يجهلون ؟ أم ما زالوا في حاجة لمزيد ؟
ألا تضع لهم مواقف أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي ومبارك ( لا أقول مصر ) .. ألا تضع لهم هذه المواقف الأمور في نصابها ، فيعرفون في أي خانة توجد حماس ، وفي أي مستنقع يغرق خونة معملاء فتح ؟؟
- أمريكا تفك الحصار .
- الاتحاد الأوروبي يستأنف إرسال المساعدات .
- أولمرت يفرج عن أموال الضرائب المحتجزة .
- مبارك ( ليست مصر ) تعترف بحكومة فياض . ( سيبدو غريبا جدا أن يعترف مبارك بحكومة منتخبة .. الحقيقة التي تتسق مع نفسها أنه لا يعترف إلا بحكومات معينة بقرارات ومراسيم ) .
- حماس في غزة تعفو عفوا شاملا عن أعضاء فتح ( وفيهم مجرمون قتلوا وعذبوا أعضاء في حماس ) .. بينما كتائب دحلان تحرق في 3 أيام 120 مؤسسة تابعة لحماس معظمها خيرية ومنها مؤسسة لشئون الأسرى ، وتهاجم بيوت أسرى ومعتقلين ( منهم عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي ) .
- حماس تبقى أفراد فتح في وظائفهم في غزة .. وكتائب دحلان تقتحم مجالس البلديات وتطرد أعضاءها المنتخبين وتعين غيرهم ( ثم يصرخ كلابهم : حماس تنقلب على الشرعية ) .
إن المقارنات تستعصي على الحصر ، وأنا شخصيا اشعر بصداع من تدفق أوجه المقارنة .. ولست في مقام المقارنة بين حماس وكلاب دحلان بطبيعة الحال .. إنما اسأل صاحبنا المغفل الذي ارتدي مسوح الشهداء وتمسح بدموع الحكماء ولعن حماسا وفتحا سواء بسواء .
هل مازال يرى أن حماس تتصارع مع فتح على المناصب ؟ لم لم يحدث هذا التصارع منذ أن تولت فتح هذه المناصب في أعقاب اتفاق أوسلو ؟
تعال ياصديقي المغفل نتخيل ما كان سيحدث لو فازت فتح بالانتخابات التشريعية ؟
- هل كان سيظهر احتمال واحد في المليون أن تفكر فتح في تشكيل حكومة وحدة وطنية ؟
- هل كان سيسمح عباس أو دحلان للحظة واحدة أن تستمر حماس في المقاومة بعد أن اختار الشعب المسار السلمي ؟
- هل تتخيل أن كتائب القسام ستحرق المجلس التشريعي ، وتقود الاعتصامات ، وتقيم الحواجز في الشوارع ، وتحاول اغتيال أبو مازن ؟
- وفي هذه الحال .. هل سيقول العالم إنه صراع على امناصب أم سيقول إن حماس خرجت على الشرعية وحملت السلاح في وجه الدولة ومن حق عباس والسلطة أن تقضي عليها كما فعلت كل الدول العربية - تقريبا - مع الجماعات الإسلامية على أراضيها ؟
- هل كانت مصر سترسل وفدا أمنيا رفيع المستوى لكي يسجل الخروقات ، أم كانت سترسل مساعدات لقوات عباس للقضاء على الحركات الإرهابية التي تناوئه ؟
- إذا حدث وحاولت حماس اغتيال فتحاوي فأصيب في الحادث عضو الوفد الأمني رفيع المستوى ؟ هل كانت مصر ستسكت وتبتلع الموضوع وكأن شيئا لم يكن ؟
- هل كان سيفكر أحد - السعودية مثلا - في إرضاء حماس ( التي هي خارج السلطة وتثير الشغب ) بجمعها مع فتح في اتفاق بمكة .. تتنازل فيه فتح عن نسبة تمثيلها العادلة في الحكومة ، وتتنازل عن بعض الوزارات السيادية لصالح حماس ، بل وتهدى وزير الداخلية لمستقل تختاره فتح ويشترط أن توافق عليه حماس ؟؟؟
- ولو رصدت المخابرات السعودية اتصالا هاتفيا قبيل توقيع اتفاق مكة بدقائق بين محمد دحلان ( حمساوي ) وبين رشيد ابو شباك ( حمساوي ) وكان أبو شباك يتكلم من مكتب الشئون الأمنية في إسرائيل ، فيحكي دحلان تفاصيل الاتفاق ويتعهد بـ “لخطبته ” فيما بعد .. هل كانت السعودية ستكتفي بمعاقبة هذا الخائن العميل فقط بمنعه من حضور توقيه الاتفاق ؟
حماس حقا فعلت المستحيل .. وتحملت ما لا يتحمله البشر .. وتحملت طعنات الأشقاء في ظهرها قبل طعنات الأعداء في ظهرها ، ولدهشتي .. لدهشتي : لم تفلت منها كلمة واحدة مسيئة في حق واحد ممن وضع خنجرا في ظهرها .. ولدهشتي : ما زالت صامدة تتحدى كل العالم .
فيا صديقي المغفل .. هل حماس وفتح سواءا بسواء ؟؟
أذكر كل من يفتي بلا علم وكأنه فريد عصره بقول الله تعالى :
( ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسف بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
هؤلاء كانوا أكثر مني هدوءا وأفضل أدبا :
كنت