وكتبتُ أغنيتي
رسمتُ حديقة وبنفسجاً وسنانَ
[size=12]بعضُ سنابلٍ تختالُ في ألقٍ
[size=12]وتمضي في نسيمِ الصبحِ
[size=12]فاقترّب الربيعُ من اخضرار يديّ
[size=12]أهدى مقلتيّ بهاءَهُ
[size=12]فتدفقَ الفرحُ العصيُّ إلى بساتينِ الدماءْ
[size=12]وعدوتُ بين تلالكَ السمراءِ
[size=12]أنهلُ من عبير هواك كأسَ صبابتي
[size=12]وأراكَ في أوجِ امتدادِكَ
[size=12]بين قلبي.. والسّماءْ
[size=12]ياأيّها الوطنُ المسوّرُ بالأغاني
[size=12]وازدهاءِ السّنديانْ
[size=12]برداكَ يجري في دمي
[size=12]عرساً دمشقي الصّفاءْ
[size=12]وجبالكَ الخضراءُ تومئ للأحبّةِ
[size=12]أن يعودوا مثقلينَ بدفءِ أوزارِ الهوى
[size=12]وعلى تقاسيم الفراتِ
[size=12]تدافعَ النخلُ الفتيُّ إلى
[size=12]ملاقاةِ الضياءْ
[size=12]وتعانقا كحمامتينِ صغيرتينْ
[size=12]تستقرئانِ على المدى سرَّ الحياةْ
[size=12]وهناكَ هوّمَ عاشقٌ
[size=12]بين التّولهِ والحنينْ
[size=12]همستْ قرنفلةٌ لجارّتها:
[size=12]-أعدّي للّقاءِ طيوبَهُ
[size=12]فانهلَّ من صمتِ الصّخور عبيرُ قافلةٍ
[size=12]تبثّ الرّيحَ أورادَ التصوّفِ
[size=12]وهي توغلُ في الرحيلْ
[size=12]وامتدَّ صوتُ البرتقالْ..
[size=12]من أرضِ يافا والخليل
[size=12]وهفا إلى أرضِ الشّمالْ
[size=12]ودمشقُ تنهضُ من جفونِ الحلمِ
[size=12]ترخي شعرّها المجدولَ من ألقِ التمردِ والفداءْ
[size=12]وعبيرُ صفصافِ القرٍى
[size=12]يكسو المعابرَ والضفافْ
[size=12]وتذرّ ضحكتها
[size=12]مؤرّجةً بقهوتها وبعضِ الهيلِ والنارنجِ
[size=12]تهمسُ في دلالِ صبيةٍ جذلى
[size=12]-"صباحُ الخير.. يابردى."
[size=12]وتسيرُ.. أيُّ غزالةٍ سمراءَ
[size=12]تمرحُ في الصّباحاتِ الجميلةِ
[size=12]إذ يمرُّ العابرونَ إلى المعاملِ
[size=12]والمدارسِ والحقولْ
[size=12]وتودّعُ الأطفالَ بالقبلاتِ:
[size=12]كنْ حذراً وأنتَ تمرُّ نحو القلبِ
[size=12]كنْ حذراً
[size=12]وتبتسمُ الشّوارعُ والحدائقُ للوجوهِ الطيبةْ
[size=12]وأراهُ يزهر قاسيونْ..
[size=12]ويضم خضرته الوريفة
[size=12]ثمّ يعزفُ فوقَ أوتار الهوى
[size=12]لحناً شداه العاشقون
[size=12]"سورّيهُ ياحبيبتي"
[size=12]وأعدتِ لي وجهي ولونَ مشاعري
[size=12]وأعدتِ لي ولهي القديمَ
[size=12]فجئتُ حاملةً هواي قصيدةً
[size=12]تنسابُ بين دمي ونهرِك مذعرفتكِ
[size=12]واقتسمتُ الليلَ مع فرحِ الجياعِ
[size=12]وباعةِ الصّبارِ والشاي المخمّرِ
[size=12]وانعتاقِ الساهرينَ
[size=12]وكنتُ أولدُ في صباحاتِ المدارسِ
[size=12]أرسمُ الأحلامَ نافذةً على عبثِ الطفولةْ
[size=12]ياأيّها الأحبابُ غنّوا.. للوطنْ
[size=12]ويغرّدُ الأطفالُ مبتسمينَ للنّهرِ المسافرِ
[size=12]لاتكاءةِ قاسيونَ على المدى
[size=12]ولعطرِ غوطتكِ السكيبِ وللندى
[size=12]وأنا أضمّكِ ملءَ صدري
[size=12]حيثُ غلَّ الياسمين
[size=12]والنهرُ يركضُ والضفافُ تمرّ مسرعةً
[size=12]وقلبي هاهنا لازال طفلاً
[size=12]في هواكِ مردّداً..
[size=12]سوريةُ... يا... حبيبتي
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]